الاستعداد لاستقبال شهر رمضان الكريم
الأيام تمر وتمضى السنوات مسرعة, فنلهوا ونلعب فى زحمة الحياة ونغفل عن طاعة ربنا , وننشغل فى جمع المال وشراء الكماليات وتوفير الملذات, فلا نعبد الله حق عبادته, ولانعتنى بأرواحنا حق عنايتها, ولا نرعى قلوبنا حق رعايتها وفجأة, يطلع فجر رمضان الكريم, فتضحك الوجوه وتطير الأرواح ونفرح القلوب .
لذلك نستعد لاستقبال هذا الشهر العظيم بخطوات وأمور تساعد المسلم على استقبال رمضان وأيامه واغتنام أجره وثوابه.ومن تلك الأمور ما يلى :-
أولا :الدعاء لبلوغ رمضان .
أفضل استعداد لهذا الشهر العظيم هو الشوق لنفحاته الدينية, والتطلع لنسماته الروحية, لذلك يستحب أن يسأل المسلم الله فى كل وقت وحين أن يبلغه رمضان وهو فى صحة وعافية .
فقد روى عن رسول الله _صلى الله عليه وسلم- قوله:( اللهم بارك لنا فى رجب وشعاب وبلغنا رمضان ) فاءذا دخل رمضان دعا المسلم ربه أن يدخله عليه وعلى الأمة الاسلامية بالأمن والأمان وأن يوفقه لصيامه وقيامه ويجعله مغفرة لذنوبه وآثامه.
ثانيا أن يشكر المسلم ربه على بلوغ رمضان :-
اذا كان المسلم حى يرزق ودخل عليه رمضان,فتلك مغنمة كبيرة وخير جذيل.فاذا وفق الله العبد لصيام وقيام رمضان وطاعة الله فيه كما يجب فهذه نعمة عظيمة وهبة كريمة تستحق الشكر والثناء وتستوجب الاعتراف بكرم الله وفضله.فيتعين على المؤمن أن يحمد الله على مد عمره لبلوغ هذا الشهر الكريم, وشرح صدره لاغتنام هذا الفضل العظيم, وتوفيق قلبه وجسده وجميع جوارحه الأداء مختلف الطاعات والعبادات .
ثالثا الفرح والسرور والابتهاج برمضان :-
قال تعالى( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ) فرمضان هوشهر الخيرات وموسم الرحمات, فيه يكبر الأجر وتتضاعف الحسنات. فمن الطبيعى أن يسر ويبتهج ويفرح المسلم لاطلالة هذا الشهر العظيم, فالمسلم الحقيقى هو الذى يفرح بطاعة الله ويبتهج بعبادته ويسعد بفضل الله عليه أن اطال فى عمره وبلغه هذا الشهر العظيم .
رابعا العمل والتخطيط لشهر رمضان:-
رمضان عبارة عن ورشة عمل وتدريب يقوّى المسلم بها ايمانه, ويعززتقواه بها, ويتعلم منها الصبر على الطاعة والفرار من المعصية والابتعاد عنها والاقبال على الله فى كل وقت وحين. لذلك يجب عاى المسلم أن يقوم بالتخطيط المسبق للاستفادة من فضائل رمضان والحصول على أقصى المكاسب الروحية فيه من خلال برنامج يومى ينظم من خلاله أوقات الطاعات والعبادات ويتعهد بالالتزام بها والسير عليها خلال وطيلة الشهر الكريم . حت تنشط همته وتقوى عزيمته وينال الاجر من الله تعالى.
خامسا أن يكون المسلم عالما بأحكام رمضان:-
العلم بالاشياء افضل من الجهل بها, والمسلم الحق هو الذى يعبد الله عن علم ومعرفة ويقين, لذا يجب على المسلم أن يستقبل رمضان ويستعد له بمعرفة شروطه وأحكامه وموانعه ومستحباته وغيرها من المسائل الفقهية المتعلقة به, حتى لا يخطئ فى جنب الله وهو غافل أو يعصيه من حيث لا يدرى, وقد أمرنا المولى تعالى بالتفقه فى أمور ديننا فقال: ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون )
سادسا : التوبة الصادقة والرجوع الى طريق الحق.
فالمسلم بشر فتارة يخطئ وتارة يصيب! فمهما بلغت درجات ايمانه فهو معرض للخطأ, والمؤمن مهما بلغت درجات تقواه فهو قابل للزلل, ومن حسن حظ العباد أن الله رحيم بهم, يصفح عنهم ويغفر لهم ويتجاوز عن زلاتهم ولا يأخذهم بأخطائهم ان اعترفوا بها وندموا عليها .لذا يتوجب على المسلم أن يستقبل رمضان وهو عازم على ترك الآثام والمعاصى, وأن يتوب توبة صادقة من جميع الذنوب وأن يقلع عنها ولا يعود اليها كى يتوب الله عليه, ويخرج من رمضان نقيا طاهرا كيوم ولدته أمه.
سابعا: ترك أخطاء الماضى وفتح صفحة جديدة.
مادام فى العمر بقية وفى الجسد نفس فالفرصة مازالت قائمة, وما دام فى القلب روح فالأوان لم يفت.لذلك ينبغى على المسلم أن لا يتضايق من أخطاء الماضى, وأن لا يحزن على زلات الأمس.فدروس النجاح نتعلمها من الأخطاء, والسقطات تعلم صاحبها فن النهوض. لهذا ينبغى على المسلم أن يستغل نفحات شهر رمضان لفتح صفحة جديدة طاهرة ونقية مع الله أولا, ومع نفسه ثانيا, ومع أهله ثالثا, ومع الناس من حوله رابعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق